الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

ابكيك أيها اليمن التعيس بعد ان كنت سعيدا…(7)


الباحث الآثاري والمرشد السياحي
احمد السنوسى
مملكة حمير الكبرى: – ان مملكة حمير والتي قامت في القرن الثاني الميلادي تعتبر من الممالك والحضارات التي تستحق الدراسة بتدقيق شديد وخاصة لما قاله اليهود عن هذه المملكة بطريقة سلبية او إيجابية ولكننا هنا كباحثين في أصول الحضارات  وجب علينا تفهم هذه المملكة ثم اية عقيدة امنت بها او اتخذتها.
**فمملكة حمير هي مملكة عربية قامت في اليمن في القرن الثاني للميلاد على أنقاض الممالك القديمة مثل سبأ وحضرموت وأوسان
ونشأت هذه المملكة في منطقة ظفار التي تتكون من ثلاث مدن وهي (ريمة ،اب ،تعز) وتعود أصول المملكة إلى قبيلة سبأ التي كانت تعتنق الديانة اليهودية ،أي انها حضارة او مملكة قامت على عبادة الاله الواحد .وتعود جذور منطقة حمير وأهلها الى عام 400 ق.م وخاصة لعلاقتها مع منطقة حضرموت حيث اقام اهل حضرموت آنذاك سورا حول منطقة (وادى لبنة) الموجود في حضرموت ،وكان الهدف من بنائه هو منع الحميريين من إعاقة القوافل الحضرمية المارة من منطقتي شبوة وميناء قنا.
**وفي أعقاب نهاية القرن الثاني قبل الميلادي هاجمت مملكة سبأ ؛بسبب الضعف الكبير التي عانت منه سبأ ،وكان أبرز قائد عسكري حميرى هو (شمر ذو ريدان) الذي تحالف مع كافّة الممالك التي تعد سبأ عدوة لها، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكّن من الانتصار على هذه المملكة ،وانتهى به الأمر إلى مصالحة سبأ، وأصبح فيما بعد قائداً للجيوش السبئية.
**وهكذا أصبحت منطقة حمير مق مسة الى العديد من الأقسام ،فمنهم من كان مؤيدا للتحالف مع سبأ ومنهم من فضل الاستقلال والابتعاد عنهم وانتهى الامر بظهور سلالات أربعة تعود الى اليمن وسلالتين تعود الى حميروهما (ذو ريدان،سبأ) وهكذا استمرت هذه الاضطرابات في المنطقة لأكثر من قرنا ونصفا من الزمان حتى الظهور الحضارة القوية وتأسيس مملكة حمير الكبرى.
هذه المملكة الكبرى التي تستحق الدراسة فعلا سياسيا ودينيا، حيث قامت بأول عمل وقرار سيأسى آنذاك وهو الإعلان الرسمي بإلغاء الحكم الذاتي لجميع القبائل التي كانت تسيطر على بلاد اليمن وتوحيد المنطقة تحت سلطة مركزية واحدة .ولكنها السياسة وتاريخ البشر
فبطبيعة الحل لم يعجب هذه القرار قبائل عديدة مما ادى الى اشتعال حروب في عهدي الملك (شمر ويوسف) وقيام المعارك ضد قبائل عك وسهرة و صحار والاظفار ،ثم قام الملك يوسف بتدمير الكنيسة التي كان اهل ظفار يقيمون فيها شعائرهم ومعقتداتهم ،وهنا لنا وقفة دراسية كبرى لتفهم طبيعة حضارة حمير وهى المسيحية في اليمن وكذلك اليهودية والتي بدأت في الظهور في اليمن في القرن الثانى الميلادى مع مملكة حمير.
أ- المسيحية في سطور فى تاريخ اليمن:- ان موضوع وتاريخ المسيحية في اليمن فيه الاقوال والبحوث الكثيرة الا اننا ناخذ بأقدمها على الاطلاق والتي تعود الى القرن الأول الميلادي ،وفى عهد متى نفسه.
فلقد اكد المؤرخين القدماء آنذاك مثل (روفينوس وهيرويزوس) ان متى هو مبشر اليمن والحبشة. وهناك رأى اخر يقول بان الفيلسوف
(بينتانوس) ترك الإسكندرية في القرن الثاني وتوجه نحو اليمن مبشرا.
مصادر أخرى تقترح أن المسيحية دخلت إلى اليمن بفضل (ثيوفيلوس) الهندي في القرن الرابع. وفقًا ليوحنا النقيوسي في كتابه تاريخ مصر والعالم القديم فإن اعتناق اليمنيين للمسيحية حدث في القرن الرابع كذلك بعد وفاة الإمبراطور قسطنتين.
اما في أمهات الكتب العربية وخاصة في كتاب المؤرخ الكبير المسعودي يقول ((ان المسيحية دخلت اليمن قبل القرن الثاني الميلادي
وتقوت في القرن الثاني الميلادي وانها دخلت في خصومة مع اليهودية في القرن الثالث الميلادي، خصوصا بعد ارتداد الملك (عبد كلال بن مثوب) إلى المسيحية من اليهودية حوالي عام 273م،ثم ارتد خليفته من بعده إلى اليهودية مجددا ويبدو أنهم عادوا إلى المسيحية قبل عام 458 حيث اكتشفت نصوص حميرية عن كنيسة شيدها الملك في ذلك العام ولعله الملك (مرثد بن عبد الكلال) غير أنه وبعد هذا كما قال الثعالبي والفيروز آبادي وغيرهما أن أغلب ملوك اليمن وشعبه كانوا من المسيحيين))
**تعز اليمن من أشهر مدن التاريخ فاين هي الان يا اهل اليمن؟ وهل يمكننا ان نعيد لها الامجاد السابقة؟؟
تعز:- تقع تعز في الجزء الجنوبي الغربي للجمهورية اليمنية في المرتفعات الجنوبية وهي العاصمة الثقافية لليمن وتقع في سفح جبل صبر الذي يبلغ ارتفاعه نحو 3000 متر. وتعد ثالث مدينة يمنية من حيث عدد السكان حيث بلغ عدد سكان تعز ما يقرب من 700 الف نسمة وقد وصفت بانها دمشق اليمن في الثمار والازهار والحدائق ويمتاز مناخها بالاعتدال طوال العام تقريبا وهي أكثر مناطق اليمن التي تكتسب أهميتها باعتبارها العاصمة الثقافية لليمن حيث لعبت دوراً مهماً عبر تاريخ اليمن في المراحل القديمة والإسلامية والمعاصرة،وبلغت أوج مجدها عندما كانت عاصمة للدولة الرسولية (1229 – 1454 م) تلك الدولة التي استطاعت بسط سيطرتها على اليمن بكامله.
ولأنسى تاريخيا بانه في عام في 130م تأسس الحي اليهودي اليهود من شراب والسلام في محافظة تعز وأزيل في 1940 وكان واحدا من أكثر الأماكن اللامعة للاستيطان اليهودي في اليمن. وفى عهد الدولة الايوبية كانت تسمى (عدينه) وفى عهد المملكة المتوكلية كانت تسمى (لواء تعز) وهى الان مقسمة الى 23 مديرية.
تلك المدينة التي تعانى الان الكثير والكثير ولا يعرف قيمتها اهل اليمن انفسهم فاين رونق تعز؟ اين حضارة تعز؟ هل يعنى بان الحميريين كانوا اشد اخلاصا لليمن ككل ولتعز بصفة خاصة؟؟هل يمكننا ان نرى قبل احتضارنا اليمن السعيد بجميع مدنه التاريخية مرة أخرى ام هذا من الاحلام يا اهل اليمن…اين اليمن كلها اليوم يا اهل اليمن؟؟
وللحديث بقية لو كان في العمر بقية والى لقاء مع المقال القادم واليهودية في اليمن ومملكة حمير
الباحث الآثاري والمرشد السياحي
احمد السنوسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


اعلان 22