الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

ابكيك أيها اليمن التعيس بعد ان كنت سعيدا…(8)



الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى
ونتواصل اليوم مع ممكلة حمير الكبرى والهيودية في الممكلة وكما تحدثنا في المقال السابق عن المسيحية

ب- اليهودية في سطور في تاريخ اليمن: تضاربت الآراء حول هذا الامر أيضا لكن عرف يهود اليمن باسم (تيمانيم او تيمانى) وان اول من اعتنق اليهودية هم السبأيين انفسهم مع الملكة بلقيس.وتشير احدى الروايات الى انه في عهد الملك سليمان أرسل تجار يهود إلى اليمن لشراء ذهب وفضة لبناء هيكل أورشليم ومن هنا بدات اليهودية في اليمن.ولقد ايد وذكر هذا الراى احد القناصل الفرنسيين في اليمن في عام 1881 حيث قال وكتب بالنص ((أن الوجود اليهودي في اليمن يعود إلى 1451 ق.م))

**وهناك نظرية أخرى أن الوجود اليهودي في اليمن يعود إلى أيام حملة (أيليوس غالوس) على مملكة سبأ إذ كان الجيش الروماني يحوي ما يقارب 500 يهودي مرسلين من قبل الملك أغريباس الأول لمساعدة الرومان فبقيوا في اليمن رغم انسحاب الروم.
**وهناك بعض من الباحثين يعيد الوجود اليهودي في اليمن للقرن السادس قبل الميلاد ويرجحون أن أول وجود لهم كان في شرق اليمن في حضرموت تحديداً.

** ولكن في واقع الامر بالرغم من كل لك فان اقدم اثرا يهوديا عثر عليه في اليمن وحتى الان يعود الى القرن الثانى بعد الميلاد
حيث كانت هناك حضارة او ممكلة حمير،ويعتقد بعض الباحثين أن ترك ملوك حمير لتعدد الآلهة واعتبار (رحمن) إلها أوحد حدث نتيجة تأثر الحميريين باليهود.ولكن هناك باحثين اخرين كذبوا هذا الكلام وصحة هذه الفرضية حيث ان عبادة الرحمن عند الحميريين كانت دينا توحيدياً بالفعل ولكنها لم تكن دينا إبراهيميا

**وهكذا ظهرت مملكة حمير الى السطوع التاريخى بين المسيحية واليهودية،ولكن من المؤكد في هذا اوذاك فان الحِميريين قد تخلوا عن الوثنية وتبنوا ديانة توحيدية تتمحور حول الإله رحمن وهناك اختلاف بين الباحثين حول طبيعة هذه الديانة، فبعضهم يعتبرها يهودية وبعضهم يرجح أنها ديانة حميرية.

اما المناصرين ليهودية الرحمن اليماني مثل الباحث الإسرائيلي (شلومو ساند) في كتابه (اختراع الشعب اليهودي) الذي يجادل بأن مملكة حِمير كانت مملكة يهودية خالصة ،يستشهد ببضعة نصوص مكتوبة بالعبرية تمجد البيت الحميري الحاكم وتشكره على مساعدة أبناء إسرائيل،وكاتبوا هذه النصوص افترضوا بوضوح أن الأسرة الحميرية الحاكمة تشاركهم دينهم

**ومملكة حمير في اليمن السعيد تعتبر من الممالك الحضارية الى تشرفت بها بلاد اليمن وهى لاتقل أهمية في التاريخ عن ممكلة سبأ الكبرى بل ان لغتنها انذاك في العالم القديم كانت تعتبر من اهم اللغات آنذاك وانها الأقرب الى العربية منها الى الخط المسند،ومازال علماء اللغة حائرين حتى يومنا هذا لمعرفة من اين أتت اللغة الحميرية.ويذكر المؤرخون من علماء اللغة بان اللغات الأساسية في العالم القديم كانت 14 لغة وعلى راسهم آنذاك (الرومانية واليونانية والفارسية واليونانية والسريانية والحميرية) وذلك لاعمال التجارة بين مملكة حمير والعالم القديم.

**وتربعت ممكلة حمير على عرش اليمن لقرون طويلة وقد تصل الى خمسة قرون كاملة قبل التدخل الفارسى في بلاد اليمن وقبيل ظهور رسالة الإسلام بقليل من العقود.ولكن وكما هي العادة الحضارية وسنة الحياة بصفة عامة نجد بانه وبالرغم من عظمة حضارة ومملكة حمير الا انه في نهاية القرن الثانى بعد الميلاد نجد ان اهل اليمن قللوا من الزراعة واعتمدوا على الكثير من الرخاء الذى تدره التجارة والقوافل التجارية ،ونجد هناك أيضا مناهضة سياسة ضد ممكلة حمير من ممالك قديمة مثل (سبأ وقتبان ومعين وحضرموت)
ولكن بالرغم من كل ذلك بقيت ممكلة حمير مسيطرة على مناطق اليمن والحكم المركزي.

**وقامت ممكلة حمير بعمل اول علاقات تجارية مع البطاملة في مصر،وخاصة بعد ان عرف البطاملة الملاحة في البحر الأحمر من التاريخ المصرى القديم البحرى،ووصلوا بمراكبهم حتى مناطق اليمن واخذوا اللبان والبخور،وكانت علاقة سليمة وتجارية تماما.ومن دراستنا لحضارة اليمن ومن هذه العلاقة بين مصر واليمن يتاكد لى كباحث تاريخى بان رحلة لبلاد بنت والتي قامت بها الملكة (حتشبسوت) في البحر الأحمر ووصلها الى بلاد بونت كان مقصود بها بلاد اليمن وليس الصومال او الحبشة.حيث ان هذا الموضوع مازال يحتار فيه المؤرخين والباحثين والعلماء تحت مسمى اين بالتحديد كانت بلاد بونت!! وبما ان البطالمة لما عرفوا الملاحة في البحر الأحمر من الوثائق المصرية القديمة ووصلوا الى بلاد اليمن او ممكلة حمير يبقى بطيعة الحال كان هذا هو الحال نفسه في عصر الملكة حتشبسوت وان مراكبها وصلت الى بلاد المين وهي بلاد بونت القديمة.

**صنعاء اليمن من أشهر مدن التاريخ فاين هي الان يا اهل اليمن؟ وهل يمكننا ان نعيد لها الامجاد السابقة؟؟

صنعاء:-هي العاصمة السياسية (رسمياً) والتاريخية لليمن وواحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار ولها تاريخ من القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل وتقع في وسط البلاد في منطقة جبلية عالية على جبال السروات.ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 3 ملايين نسمة وبها تسعة مديريات تابعة لها إداريا،وتكتسب أهميتها باعتبارها العاصمة السياسية والتاريخية للجمهورية اليمنية.وتمتاز صنعاء بطابع معماري فريد مما أهلها لتكون من ضمن المدن التاريخية العالمية،وهي واحدة من مدن العالم الأكثر جمالا

**وتعتبر مدينة صنعاء من اقدم مدن التاريخ البشرى وشهدت أيضا اول تجمع بشرى، وهناك من الباحثين التاريخيين من اثبتوا بان اسم صنعاء في القديم من الزمان كانت تسمى (مدينة سام) نسبة لى سام بن نوح وهذا قبل الطوفان العظيم.وبعد الطوفان سميت باسم
(أزال) نسبة الى أزال بن يقطن حفيد سام بن نوح.

وصنعاء في حقيقة الامر مدينة سبئية وأول نص بخط مسند يشير اليها يعود الى القرن الخامس قبل الميلاد، وجاء ذكرها باسم (صنعو) وهو اسم مشتق من كلمة (مصنعة) والتي تعنى باللغة السبية (الحصن) وقد وصفها المؤرخين العرب القدماء واهل العلم أيضا.

– قال ابن رستة المتوفى في عام 912 م ((هي مدينة اليمن وليس باليمن لا تهامة ولا بالحجاز مدينة أعظم منها ولا أكثر عملا وخيرا وأشرف أصلا ولا أطيب طعاما منها

– قال أبو محمد الهمدانى المتوفى في عام 954 م ((هي أم اليمن وقطبها لأنها في الوسط منها ما بينها وبين عدن كما بينها وبين حد اليمن من أرض نجد والحجاز،وكان اسمها في الجاهلية أزال ويسميها أهل الشام القصبة،وتقول العرب:لابد من صنعاء،ولو طال السفر))

– قال عمارة بن ابى الحسن الحكمى المتوفى في عام 1174 م ((ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلاً من صنعاء،وهو بلد في خط الاستواء،وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحول الإنسان من مكان طول عمره صيفاً ولا شتاء،وتتقارب بها ساعات الشتاء والصيف،وبها بناء عظيم قد خرب،وهو تل عظيم عال وقد عرف بغمدان))

– قال أبو العباس القلقشندى المتوفى في عام 1418 م ((مدينة عظيمة تشبه مدينة دمشق في كثرة مياهها وأشجارها،وهواؤها معتدل وكانت في الزمن المتقدم تسمى أزال وهي بيد إمام الزيدية داخلة تحت طاعته هي وما حولها. وقد استحدث عليها حصن تعز فصار منزل لبني رسول ملوك اليمن الآن))

وصنعاء من مدن التراث العالمى والذى لا يعلم عنها الكثيرين وتعتبر من اجمل واكثر المدن العالمية جذبا للسياحة وتعتبر من ضمن مواقع التراث العالمى واحدى مناطق اليمن السعيد الأربعة في مواقع التراث العالمى وهم (سقطرى-صنعاء القديمة- شبام-زبيد القديمة)
الا يشفع كل ذلك لايقاف الحرب والخراب في اليمن بصفة عامة والاتهمام بصنعاء قلب اليمن النابض..اه وا ه أيها اليمن السعيد
وللحديث بقية لو كان في العمر بقية والى لقاء مع المقال القادم
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


اعلان 22