الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

ابكيك أيها اليمن التعيس بعد ان كنت سعيدا..(6)


الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى
**ومن العجائب التاريخية في تاريخ اليمن وبعد كل تلك الاحداث الحضارية التي مرت بها، كان من المفروض انتهاء اليمن من على صفحات التاريخ وخاصىة بعد ضعف واضمحلال حضارة حضرموت الثانية، ولكنها اليمن وشعب اليمن الذي لا يعرف المستحيل.

فبعد انتهاء حضارة حضرموت الثانية نجد بان الشعب اليمنى تمسك بحضارته وقوته، صحيح تفرقت المنطقة الى ممالك ولكن ولا مملكة منهم نسيت اليمن ولا الشعب اليمن على الاطلاق، ومن ثم ظهور مملكة اوسان.

** ظهور مملكة اوسان في القرن الخامس ق.م (قبائل الاوس): مع الضعف السياسى كما سبق القول ظهرت حضارة أخرى في اليمن السعيد والتي عرفت باسم مملكة اوسان. وقد اختلف الباحثين في بداية هذه الدولة وفي نهايتها،فبينما يرى (فيلبي) أن أول ما ظهرت الملكية في أوسان كان حوالي عام 230 ق م وقد ظلت قائمة حتى حوالي عام 115 ق م.بينما يرى (هومل) في النقش الذي سجل انتصارات (كرب إيل وتر) على ملك أوسان،دليل على أن ظهور مملكة أوسان كان في القرن الخامس ق.م.عندما تفرقت مملكة سبأ الكبرى الى عدة ممالك مختلفة.وأما نهاية أوسان فيرى (البرايت) أنها استمرت حتى قبيل الميلاد بفترة قليلة.ومن المدن الهامة في دولة أوسان مدينة (مسورة) العاصمة،ومرخا وخلة والسقية وأم ناب،فضلاً عن ميناء (عدن) والذي كان الميناء الرئيسي للدولة.
**وهكذا ظهرت مملكة او حضارة اوسان في التاريخ اليمنى وخلال تلك الفترة حكم خمسة من الملوك فقط،وتم العثور على تماثيل لبعضهم،ثم اختفت من جديد في بداية القرن الأول قبل الميلاد تقريباً دون معرفة ملابسات ظهورها واختفائها وان كانت الأسباب ظاهرة في التحقيق البحثى العلمى الموثق وفى ذلك شروح طويلة.وكانت من اشهر قبائل هذه المنطقة قبائل (الاوس) والتي سنعود اليها عند ظهور الإسلام في اليمن السعيد.ولكن من الملاحظ بانه بعد انتهاء مملكتهم،لم يتبقى أحد من بنى أوسان في المملكة المدمرة إلأ من هربوا إلى عدن والحبشة طبقاً للنصوص السبأية التي تتحدث عن النصر بصيغ تقر بأهميته للسبئيين.

** مملكة قتبان (330-100 ق.م): مملكة قتبان هي مملكة يمنية قديمة عاصمتها مدينة (تمنع) يعد نقش النصر من أقدم المصادر التي تحدثنا عن مملكة قتبان، وفيه كانت قتبان شريكاً لمملكة سبأ في حربها ضد أوسان، عدن وما حولها آنذاك المتقدمة اقتصاديا، والتي كان من نتائجها سقوط أوسان وسيطرة قتبان تدريجياً على معظم أراضيها. وقد ظهرت قتبان في أول الأمر في وادي بيحان،وامتدت أراضيها من وادي بيحان شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً،ومن أنحاء مدينة ذمار شمالاً،إلى البحر العربي جنوباً.وكانت مدينة تمنع هي عاصمة المملكة،وتفيد أحدث الأبحاث التي أجريت على نقش قتباني اكتشف حديثاً،أن مملكة قتبان خاضت حرباً ضد مملكة حضرموت وفي تلك الحرب ادعى القتبانيون أنهم دمروا أكثر من ثلاثمئة مدينة تابعة لحضرموت. وبعد تحالفها مع سبأ ضد أوسان، كانت قتبان هدفا لحملة سبئية في القرن الخامس قبل الميلاد تقريباً، سيطر السبئيون خلالها على العاصمة تمنع ثم انسحبوا منها بعد أن سلموها لأحد الأشخاص المتعاونين معهم.

واشتهر القتبانيون في مجال العمارة وخاصةً بناء المدن والمنشآت العامة وخاصةً الطرق، حيث يذكر أحد النقوش من القرن الثاني قبل الميلاد أن المكرب يدع أب ذبيان شق نقيل (مبلقة) وهو طريق جبلي صاعد يربط مناطق قتبان بالمناطق السبئية وكان له دور كبير في تسهيل سير القوافل التجارية المحملة بالبضائع. كذلك تدل مباني ومعابد العاصمة تمنع على مهارة فائقة في مجال البناء. كما أبدع القتبانيون في المجال الحرفي وخاصة صناعة التماثيل بمختلف أنواعها، وسك العملات الفضية والذهبية والتي كانت تحمل اسم القصر الملكي حريب في تمنع.

** ظهور ممالك أخرى صغيرة: وهكذا مع ضعف وافول ممكلة سبأ الكبرى اقميت عدة ممالك صغيرة في اليمن مثل ممكلة (دمت) والتي فيها بحوث كثيرة متعلقة بالمنقطة الاثيوبية وبناء معبد (المقه) في شمال اثيوبيا واطلاله موجودة حتى الان، وكذلك مملكة (نجران) ومملكة (ديدان) وهكذا حتى ظهور حضارة كبرى في اليمن لاستعادة امجاد ممكلة سبا القديمة وهي ممكلة حمير.
واليوم اسال اهل اليمن جميعا بل اسال الساسة المتناحرين اين عدن اليوم؟ وما وضعها من كل هذا يا اهل اليمن؟؟
**مدينة عدن: عدن هي مدينة يمنية تقع على ساحل خليج عدن و بحر العرب في جنوب البلاد،وهي العاصمة الاقتصادية لليمن،وأهم ثاني مدينة يمنية بعد صنعاء،ولها تاريخ كبير معبرة عن احداثا تاريخية هامة وعرفت بانها (عين اليمن).يبلغ عدد سكانها الان ما يقرب من 800 الف نمسة. وتعتبر أهم منفذ طبيعي على بحر العرب والمحيط الهندي فضلاً عن تحكمها بطريق البحر الأحمر،وتشكل عدن أنموذجاً متميزاً لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنيان الإنتاجي،إذ جمعت بين الأنشطة الصناعية والسمكية والتجارية والسياحية والخدمية، وتنبع أهميتها من كونها ميناءء تجاريا من أهم الموانئ في المنطقة،ومنطقة تجارة حرة إقليمية ودولية
وقد ورد ذكرها في (سفر حزقيال) في العهد القديم كأحد المدن ذات العلاقة التجارية مع صور اللبنانية كون عدن كانت أحد المحطات المهمة لتجارة التوابل التي انتعشت لمدة ألفية كاملة
** عدن اليمن من اشهر مدن التاريخ البشرى بأكمله فاين هي الان يا اهل اليمن؟ عدن والتى تعنى (عادن) وتعنى في معناها (عين اليمن) والتي شغلت بال الجغرافيين والمؤرخين وكل الدنيا في يوما من الأيام ولكنها ستعود قريبا باذن الله.
– قال عنها ياقوت الحموى((هي مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن ردئة لا ماء بها ولا مرعى وشربهم من عين بينها وبين عدن مسيرة نحو اليوم وهو مع ذلك ردئ إلا أن هذا الموضع هو مرفأ مراكب الهند والتجار يجتمعون إليه لأجل ذلك فإنها بلدة تجارة،وتضاف إلى أبين وهو مخلاف عدن من جملته))
– قال عنها ابن منظور ((هي بلد على سيف البحر في أقصى بلاد اليمن))
– قال عنها ابن خلدون ((عدن هذه من أمنع مدائن اليمن وهي على ضفة البحر الهندي وما زالت بلد تجارة من عهد التبابعة وأكثر بنائهم بالأخصاص ولذلك يطرقها تجار الحرير كثيراً))
– قال الهمدانى عنها ((وهو شصر مقطوع في جبل كان محيطاً بموضع عدن من الساحل فلم يكن لها طريق إلى البر إلا للرّجل لمن ركب ظهر الجبل فقطع في الجبل باب مبلغ عرض الجبل حتى سلكه الدواب والجمال والمحامل والمحفات))
وللحديث بقية لو كان في العمر بقية والى لقاء مع المقال القادم
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


اعلان 22