الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

ابكيك أيها اليمن التعيس بعد ان كنت سعيدا..(5) الباحث الاثارى والمرشد السياحى احمد السنوسى

FB_IMG_1510951669074

الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى
** بعد ظهور ضعف ونهاية سبأ الكبرى في عهد الملكة بلقيس ظن العالم القديم  الذى كان يصادق بلاد اليمن بان اليمن قد انتهى، ولكن دائما وابدا دول الحضارات لا تنتهى ولا تموت،والسبب الرئيسى في ذلك هو الانسان نفسه المحب والعاشق لارضه ووطنه وحضارته..فتلك الدول تميزت منذ القديم بالحضارة والتقدم فيمكنها ان تمرض او تضعف اما تموت فلا والف لا،وهذا ما نلاحظه في كل الحضارات القديمة في الشرق دون غيرها في مناطق اسيا او أوروبا مثال حضارة الفايكنج مثلا او الحضارة اليونانية او الرومانية وغيرهم،وهذا يوضح المعنى الحقيقى للدول الحضارية وخاصة في الشرق.وكمثال لذلك على سبيل المثال لا الحصر ننظر مثلا الى اكبر حضارة أوروبية على الاطلاق وهى الحضارة الرومانية،فبعد افولها التاريخى لم تظهر مرة أخرى ولم تظهر روما العظيمة مرة أخرى واصحبت ذكرى في التاريخ،اما في اليمن فلم يحدث ذلك على الاطلاق.

**ظهور حضارة حضرموت الثانية:- مع ضعف وأفول الدولة السبأية او حضارة سبأ ظهرت في اليمن السعيد منطقة حضرموت او حضارة حضرموت الثانية،وهذا الظهور كان سياسيا لا اكثر ولا اقل وللتواصل الحضارى.فمن المعروف في التاريخ اليمنى بان منطقة حضرموت الشهيرة كانت تابعة لمملكة سبأ الكبرى بل موالية لها وكانت من اهم المناطق الحضارية التاريخية قبل وبعد حضارة سبأ الكبرى.ومع دخول تاريخ اليمن في القرن الخامس قبل الميلاد ومع بداية الضعف الكبير لحضارة سبأ،خرجت حضرموت عن سبأ كغيرها وكونت دولة مستقلة وهكذا نمت قوتها تدريجيا واكتسبت أهمية كبرى آنذاك حضاريا وتجاريا واتخذت عاصمة لها وهى (شبوة) التي تقع في اقصى غرب وادى حضرموت

**واكتسبت أهمية كبرى لكونها تملك ارض اللبان في ظفار.ولقد كتب الكثير من المؤرخين اليونانيين والرومان عنها واهميتها وكانت تمتد شمالا باتجاه صحراء الربع الخالى وأصبحت من اهم المناطق التجارية القديمة ومركزا تجاريا وخاصة للبان والعطور.ولان هذه المملكة من سلالة الحضارات الكبرى في ارض اليمن فان سياستها لم تختلف كثيرة عن سياسات اليمن وتاريخها قبل مملكة سبأ الكبرى او بعدها،ومنها السيطرة على الأراضي الخصبة وعقد تحالفات مع القبائل الجبلية وتلك المطلة على السواحل،وبنى الحضارمة ميناء (خور رورى) القديم المتواجد في ظفار وهذه المنطقة الان تابعة لسلطنة عمان.ولذلك وصف الحضارمة بصفة عامة بانهم من اقدم التجار في التاريخ،وهكذا تربعت حضارة حضرموت الثانية على قمة الحضارة اليمنية لاكثر من قرنين من الزمان.

**نلك الحضارة والتي امتدت أيضا لقرون عديدة،حتى وصلت تلك المملكة الى ضعفها التاريخى والحضارى وكما هي سنة الحياة في الأمم والعشوب.وفي أشد مراحل ضعف المملكة الحضرميه استغل الملك (كربئيل وتر) ملك سبأ بعد ظهورها مرة أخرى بقوة،الأوضاع الداخلية وحاول السيطرة على أجزاء من حضرموت إلا أن نص يعود للعام 85 بعد الميلاد يشير إلى ثائر إسمه (يدعئيل بن رب شمس) خرج على السبئيين في شبوة وجمع جمع من القبائل القحطانية خولان وكلب ويام وانتصروا في هذه الحملة.وهذا النص هو أقدم النصوص الذي يشير إلى (قبيلة يام وقبيلة كلب) ولم تذكر نصوص المسند الياميين من قبيلة أو شعب همدان كما هو وارد في كتب النسابة وأهل الأخبار بل يظهر أنهم مشرب من مشارب حضرموت مباشرة.ومما تشير اليه النصوص وخاصة (واقعة انتصار يدعئيل بن رب شمس) هذا كانت خلال الحرب بين ذي ريدان (حمير) وسبأ وكان الحضارمة طرفاً فيها حتى أخيراً سيطرت مملكة حمير على مملكة حضرموت بتحالفها مع كندة و مذحج في الداخل بقيادة (شمر يهرعش)

**ويتضح من كل ذلك بانه في اليمن القديم ليس هناك صراع حضارى انما صراع سياسى فقط او سياسة البقاء للاقوى وليس للاصلح

وهذا امرا نجده كثيرا في الحضارات القديمة بل وفى وقتنا المعاصر أيضا.ولكن السؤال الغير مفهوم ههنا وتلك الأوقات العصيبة التي  يمر بها اليمن السعيد،كيف وبعد كل تلك القرون الطويلة وتلك الحضارات العظيمة ان نجد في وقتنا المعاصر مثل هذه الصراع الحالي في اليمن؟؟ الا نتخذ من التاريخ عبر؟؟مع ذلك في تلك الحضارات القديمة لم نسمع او نقرأ ما يفذعنا من تدمير وسبى وقتل وما الى اخره من موبقات العصر الحديث؟؟فمتى سيتعلم اهل اليمن من تاريخهم القديم؟؟فكيف ما لم يفعله الأجداد قديما يفعله الاحفاد في العصر الحديث؟؟ وهناك أسباب كثيرة يمكننا الكتابة عنها ههنا في موضوع الصراع اليمنى ولكن الذى لا افهمه على الاطلاق لما الصراع أصلا؟؟؟وتلك الفصائل المؤيدة لال سعود او أبناء زايد الم تقرا في تاريخ المؤرخ العظيم ابن خلدون في مقدمته ما كتبه بالنص ((اذا دخل العرب اوطانا خربوها اما عن عمد واما عن جهل)) افلا نصدق فلسفة ابن خلدون أيضا.

**فمدينة حضرموت باليمن السعيد من المفروض بان تكون من المدن اليمنية الكبرى والعالمية أيضا،فهناك مدن بلا حضارة ولا تاريخ وتعتبر من مصاف المدن العالمية سواء في الشرق الأدنى او أوروبا نفسها او حتى الولايات المتحدة صاحبة التاريخ الحديث القصير فعجبا لكم يا اهل اليمن حقا؟؟عجبا لكم؟؟هل تعرفون قيمة وحضارة مدينة حضرموت قديما وحديثا؟؟ اتمنى ان يكون كلامى مؤثرا فيكم لنتصالح جميعا وننزع النفس عن الهوى ليعود لنا جميعا اليمن السعيد واحدى مدنه الكبرى والتاريخية وهى حضرموت.

**حضرموت الان:تتكون من 30 مديرية وعاصمتها هي مدينة (المكلا) وأكبر مدنها.تحدها السعودية من الشمال ومن الجنوب بحر العرب ومن الشمال الغربي محافظتي مأرب والجوف ومن الشرق محافظة المهرة ومن الغرب محافظة شبوة.

تبلغ مساحة حضرموت نحو 190,000كم مربع ويقدر عدد سكانها 930,000 نسمة.وتوجد مجتمعات مهاجرة من شرق أفريقيا،ودول مجلس التعاون الخليجي وجنوب شرق آسيا.ويعتبر ميناء المكلا من أهم موانئ الجمهورية اليمنية ومطار المكلا هو ثالث أكبر مطارات البلاد.ومن الأنشطة الرئيسة التي يمارسها سكان المحافظة الزراعة والاصطياد السمكي والثروة الحيوانية،وأهمها التمور والحبوب والمحاصيل الزراعية المختلفة،ويعد قطاع الأسماك الرافد الاقتصادي الأول لسكان المحافظة كونها تقع على شريط ساحلي طويل يمتد

على شاطئ البحر العربي،ويمتاز بكثرة وتنوع الأسماك والأحياء البحرية،وتضم أراضي المحافظة بعض الثروات المعدنية منها حقول

النفط وموارد معدنية أهمها الذهب.

فيا اهل المين جميعا اسالكم اليوم اين حضرموت؟هل ذهبت مع الريح ام هناك امل لاظهارها حضاريا مرة أخرى وسياحيا مرة أخرى؟

يا اهل اليمن جميعا يا اهل السياسية جميعا اين اليمن اليوم؟؟اطالبكم بان تعيدوا لى اليمن السعيد مرة أخرى،افلا تستطيعون؟؟

فالدول الحضارية لا تموت ولكن يمكن ان تمرض او تضعف هل ان الأوان لمعاجلة الامراض السياسية جميعها؟؟

وللحديث بقية لو كان في العمر بقية
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


اعلان 22